دليل المبتدئين إلى صناديق الاستثمار العقاري (REITs)

نُشر في 13 يوليو | المدونات

عندما يتعلق الأمر باستكشاف فرص الاستثمار، لا يمكن تجاهل القطاع العقاري الذي يتيح خيارات واسعة ومتنوّعة في معظم الأحيان؛ حيث تحتل العقارات، وبصفتها واحدة من فئات الأصول البديلة الرائدة ، الصدارة من حيث ما تقدّمه من كمّ لا يحصى من الآفاق والإمكانات لتحقيق عوائد مجزية مع أداء ثابت على مدى فترات طويلة من الزمن. كما تبدي العقارات ارتباطًا مع الأسهم والسندات والأصول الأخرى، ما يضفي تنوعًا عالي القيمة حينما تكون هناك حاجة ماسة إليه. ولكن رغم هذا كله، فإن تحقيق أقصى قدر من الاستفادنة من العقارات يتطلب من المرء الانخراط بنشاط في السوق ومعرفة المزيد عن الشركات العقارية المختلفة لاغتنام الفرص المتاحة، وهو ما قد لا يكون متاحًا للجميع لسوء الحظ.

وثمّة مصطلح يتكرر دومًا في هذا المجال، ألا وهو صناديق الاستثمار العقاري (REITs)، وربما وجدت نفسك تفكر في ماهية هذه الصناديق وما تمثله على وجه التحديد، وما الإمكانيات الاستثمارية التي تتيحها بالضبط. والإجابة باختصار هي أن صناديق الاستثمار العقاري تتيح إمكانيات تنويع مختلفة للأفراد الراغبين في توزيع مواردهم الاستثمارية عبر فئات الأصول المختلفة، بحيث لا يعتمدون على نوع استثمار واحد فقط كعامل نجاح، ولكنهم غير قادرين الوصول للسوق والانخراط فيها بسهولة.

في هذا الدليل الشامل سنزيل الغموض الذي يكتنف صناديق الاستثمار العقاري، ونلقي الضوء على آليات عملها الداخلية ومزاياها وأهم تفاصيلها التي لا بد لك من الإلمام بها.

ما هي صناديق الاستثمار العقاري؟

تمثّل صناديق الاستثمار العقاري في جوهرها مفهومًا مميّزًا، فصندوق الاستثمار العقاري هو عبارة عن شركة تدير أو تمول أو تمتلك عقارات مدرة للدخل، وتفتح الباب أمام الأفراد من مختلف الملاءات الاستثمارية للمشاركة في القيمة المحتملة للعقار. ومن خلال الاستحواذ على أسهم في الصندوق، يحظى المستثمرون بحصة في الدخل الناتج عن هذه العقارات دون الحاجة إلى الملكية المباشرة أو الإدارة. وتوفر هذه الصناديق العقارية، التي يتم تداولها غالبًا في بورصات الأوراق المالية الرئيسية، زيادة طويلة الأجل في رأس المال وتدفقًا ثابتًا لإيرادات الأرباح الموزّعة التي تشمل مكونات مختلفة مثل الفوائد ومكاسب رأس المال وأرباح الأسهم والتوزيعات المحققة.

ما هي آلية عمل صندوق الاستثمار العقاري؟

تمتاز صناديق الاستثمار العقاري بآلية عالية الكفّاءة تمكن المستثمرين من تأمين حصص في المحافظ العقارية المليئة بالعقارات التجارية. وتركز هذه الصناديق المتخصصة عادةً على قطاعات عقارية محددة، في حين أن البعض الآخر يتميّز بمحافظه المتنوعة تشمل أنواعًا مختلفة من العقارات. وبفضل تداولها النشط في بورصات الأوراق المالية الرئيسية ، تجسد أسهم صناديق الاستثمار العقاري أدوات سائلة يمكن للمستثمرين شراؤها وبيعها خلال ساعات التداول.

ما هي الأنواع المختلفة لصناديق الاستثمار العقاري؟

تنقسم صناديق الاستثمار العقاري إلى ثلاث فئات رئيسية: صناديق الملكية، وصناديق الرهون العقارية، والصناديق الهجينة.

صناديق الملكية

تعتبر صناديق الاستثمار العقارية القائمة على الملكية (صناديق الملكية) النوع الأكثر انتشارًا ورواجًا، وهي متخصصة في امتلاك وإدارة العقارات المدرة للدخل، وتولد الإيرادات بشكل أساسي عبر عائدات تأجير العقارات، ما يوفر للمستثمرين حصة من الأرباح دون أي متاعب تتعلق بإدارة الممتلكات. وتسمح الطبيعة المتنوعة للأسهم ومحافظها في هذه الصناديق بدخول مختلف مجالات القطاع العقاري، مثل العقارات السكنية أو التجارية أو التجزئة أو العقارات الصناعية.

صناديق الرهون

من ناحية أخرى، فإن صناديق الاستثمار العقاري القائمة على الرهن (صناديق الرهون) ترتكز على تقديم القروض، وتقدم في المقام الأول المساعدة للأفراد أو الشركات العاملة في مجال توليد عائدات العقارات من الفرق بين أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري والمصروفات المتكبدة لتمويل هذه القروض، ولكن عيب هذه الصناديق يكمن في قابلية تأثرها بالتقلبات في أسعار الفائدة، والتي قد يكون لها تأثير على ربحيتها.

الصناديق الهجينة

كما يوحي اسمها، تجمع صناديق الاستثمار العقاري الهجينة بين عناصر كل من صناديق الاستثمار العقاري القائمة على الملكية وتلك القائمة على الرهون، حيث تمتاز هذه الصناديق العقارية متعددة الاستخدامات بقدرتها على امتلاك العقارات مع الاحتفاظ بالرهون العقارية أيضًا. ومن خلال تنويع محافظها الاستثمارية تسعى إلى الاستفادة من كل من دخل الإيجار وفروق أسعار الفائدة.

إيجابيات وسلبيات الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري

عند الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري، أمامك مسارات مختلفة تشمل الشراء في صناديق الاستثمار العقاري المدرجة في البورصات الرئيسية، والاستثمار في صناديق الاستثمار العقارية المشتركة أو الصناديق المتداولة في البورصة، أو شراء أسهم عامة غير مدرجة أو خاصة. وقد تكون الاستعانة بمستشارين أو وسطاء استثمار محترفين قرارًا صائبًا وهامًّا للغاية في تحليل أهدافك المالية وتحديد أنسب خيارات الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري لشراء الأسهم فيها. وتعتبر عملية الاستثمار في صناديق الاستثمار العقارية مماثلة في جوهرها لشراء الأسهم في أي شركة أخرى.

إيجابيات الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري

  •  إمكانية تحقيق عوائد عالية: تتيح صناديق الاستثمار العقاري إمكانية تحقيق عائدات من خلال جمعها بين إمكانية نمو رأس المال على المدى الطويل وإيرادات توزيعات الأرباح المنتظمة.
  •  التنويع في قطاع العقارات: يوفر الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري طريقة لتنويع المحافظ الاستثمارية للمستثمرين في قطاع العقارات، حيث تسمح للمستثمر بالانكشاف على فئات متنوعة من العقارات والقطاعات، وبالتالي توزيع المخاطر على أكثر من جهة.
  •  دخل توزيعات الأرباح: تلتزم هذه الصناديق قانونًا بتوزيع جزء من أرباحها كأرباح موزعة، ما يمكن أن يوفر للمستثمرين مصدر دخل يعوّل عليه. علاوة على ذلك، ونظرًا لكون صناديق الاستثمار العقاري متداولة علنًا في أسواق الأوراق المالية، فإن شراء وبيع الأسهم يعتبر عملية سهلة وملائمة للمستثمرين، ما يمدّهم بالسيولة والمرونة في إستراتيجيتهم الاستثمارية.
  •  الإدارة الاحترافية: يتولى الجانب الإداري متخصصون يتعاملون مع الاستحواذ على العقارات وتأجيرها وإدارتها نيابة عن المستثمرين، ما يعفي المستثمرين من المسؤوليات المرتبطة بالملكية المباشرة.
  •  الاستثمار السلبي: يوفر الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري فرصة للأفراد للمشاركة بشكل سلبي في سوق العقارات دون الحاجة إلى إدارة أو امتلاك العقارات.

سلبيات الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري

  •  تقلبات السوق: على غرار أي استثمار، فإن صناديق الاستثمار العقاري تعتبر معرّضة للتغيرات في السوق، ويمكن أن يتأثر أدائها بالظروف والاتجاهات السائدة في قطاع العقارات.
  •  الرسوم المحتملة: يجب أن يدرك المستثمرون أن الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري قد تترتب عليه رسوم معيّنة، مثل رسوم الإدارة أو تكاليف المعاملات.
  •  طبيعة الاستثمارات طويلة الأجل: لا بد من الأخذ في عين الاعتبار أن الاستثمارات في صناديق الاستثمار العقاري تتطلب عادةً منظورًا طويل الأجل، لذا يجب على المستثمرين التحلي بالصبر والاستعداد للاحتفاظ باستثماراتهم لفترة من الزمن.
  •  الاعتبارات الضريبية: عندما يتعلق الأمر بأرباح صناديق الاستثمار العقارية، يجب الانتباه إلى أنها قد تخضع لضرائب شأنها شأن أي نوع آخر من الاستثمارات، وهو ما قد يؤثر على عائد المستثمرين.
  •  الحساسية لأسعار الفائدة: ضع في اعتبارك أن أنواعًا معينة من صناديق الاستثمار العقاري، مثل صناديق الرهون، يمكن أن تكون حساسة للتغيرات في أسعار الفائدة، ويمكن لهذه التقلبات أن تؤثر على ربحيتها.
  •  تحكّم محدود: إن الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري يعني التنازل عن صلاحيات اتخاذ قرارات إدارة الممتلكات، ووضع الثقة بدلًا من ذلك في خبرة الفريق الإداري للصندوق.

صناديق الاستثمار العقاري في دبي تطلق العنان لإمكانات الاستثمار في سوق العقارات المزدهر في المدينة

تبنت دبي، المدينة الشهيرة عالميًا بسوقها العقاري واقتصادها المزدهرين، مفهوم صناديق الاستثمار العقاري (REITs) بالكامل، فبحكم كونها مركزًا تجاريًا عالميًا، توفر دبي بيئة مواتية لاستثمارات هذا النوع من الصناديق التي تجذب المستثمرين المحليين والعالميين على حد سواء. وقد ساهمت البنية التحتية المتطورة للمدينة والإطار التنظيمي الداعم وسياسات الأعمال التقدمية في نمو صناديق الاستثمار العقاري في هذه المنطقة، ويوفر الاستثمار في هذه الصناديق بدبي مجموعة من الفرص الاستثمارية، بما يشمل العقارات والمشاريع السكنية وأصول الضيافة. ومن خلال الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري بدبي، يمكن للمستثمر الاستفادة من مزايا سوق العقارات المعروف في دبي مع إمكانية التمتّع بعائدات والمساهمة النشطة في نمو هذه المدينة المزدهرة.

من الأهمية بمكان التأكيد على أنه عند التفكير في الاستثمار بصناديق الاستثمار العقاري في دبي، فإن إجراء البحوث للحصول على مشورة الخبراء وتقييم أهدافك الاستثمارية تعتبر خطوات نحو اتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع أهدافك المالية.

الأسئلة المتكرّرة

  •  كيف يمكن الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري بدبي؟

هناك أكثر من طريقة واحدة للاستثمار في صناديق الاستثمار العقارية في دبي، وتتمثل إحداها في الاستثمار بصناديق الاستثمار العقاري المدرجة في البورصات العامة، أو يمكن للمستثمر التفكير في الصناديق أو الصناديق المتداولة في البورصة التي تتضمن صناديق الاستثمار العقاري كجزء من محافظها الاستثمارية. أما الاحتمال الآخر فهو الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري الخاصة من خلال البائعين المعتمدين لها، علمًا بأن هذا الخيار قد يتطلب مزيدًا من البحث والتقييم الدقيق بهدف تحديد الصندوق الأنسب.

  •  هل يعتبر الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري مربحًا؟

يمكن أن يكون الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري (REITs) مشروعًا مجزيًا لأنها توفر فرصة لجني ثمار العقارات دون تكّبد عناء الملكية أو الإدارة المباشرة، حيث تتعهد صناديق الاستثمار العقاري بتحقيق نمو طويل الأجل في قيمة العقارات مع دفع توزيعات أرباح ثابتة.

  •  هل تعتبر صناديق الاستثمار العقاري سهلة البيع؟

تمثل السيولة إحدى المزايا الرئيسية للاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري المدرجة في البورصة، حيث يمكن بيع أو شراء صناديق الاستثمار العقاري المتداولة بسهولة في البورصات الرئيسية، ما يسمح للمستثمرين بالوصول إلى أسهمهم بسهولة.

  •  هل يستطيع أي كان الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري؟

نعم، فقد تم تصميم صناديق الاستثمار العقاري بحيث تكون في متناول مجموعة واسعة من المستثمرين، لذا يمكن لكل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري.