كيف يغيّر جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية ممارسات شراء المنازل التقليدية؟

نُشر في 09 فبراير | المدونات

أمسى جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية (الجيل زد) جزءاً أساسياً من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في البلد وقوة دافعة تضمن مستقبلاً مزدهراً للأجيال القادمة. فأبناء هذَين الجيلَين هم عاقدو العزم وصانعو التغيير وناسفو القيود ومؤثرون ناشطون غيّروا الاتجاهات الحديثة وأرسوا معياراً أعلى للعيش والعمل. فقد أبصروا النور في عصر تكنولوجي متطور، وينظرون إلى الابتكارات الرقمية التي أثّرت على حياتهم بشكلٍ كبير نظرةً إيجابيةً.

يستحدث أبناء الجيل الجديد اتجاهات جديدة في مختلف القطاعات، ومنها قطاع العقارات. فالأشخاص في العشرينات والثلاثينات وأوائل الأربعينات من العمر يُمثّلون الشريحة الأكثر شراءً للمنازل، إذ يملكون مصادر دخل منتظمة ويمكنهم الحصول بسهولة على قروض عقارية. وهكذا، يعمل هؤلاء الشباب على تخطّي قيود سوق الإسكان التقليدي، بحيث تتصدّر العوامل الاجتماعية والبيئية قائمة أولوياتهم وتوقعاتهم. فهم يفضّلون مثلاً شراء المنتجات والخدمات المبتكرة التي تتماشى مع أحدث الصيحات.

لا شك في أنّ مشتري المنازل من أبناء هذَين الجيلَين المُلمّين بالتكنولوجيا ينشدون الراحة التي توفّرها الابتكارات التكنولوجية، وهم على استعداد لدفع المزيد من الأموال على المزايا الذكية. فإذا نظرنا إلى تفضيلات مشتري المنازل من الجيل الجديد في دبي، يتّضح لنا أنّ الطلب على المزايا الذكية والمستدامة يزداد. كذلك، يدرك أبناء الجيل الجديد القضايا البيئية مثل التغير المناخي، فأصبحوا أكثر مراعاة للبيئة وبادروا إلى تغيير سلوكهم في الشراء لضمان أسلوب حياة مستدام. على ضوء ما سبق، يفضّل مشترو المنازل من جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية العقارات الموفّرة للطاقة والمجهّزة بأحدث التكنولوجيات، مما ساهم في تغيير قطاع البناء إلى حد كبير، بحيث يزداد الطلب على المباني الذكية والخضراء في دبي وفي جميع أنحاء العالم.

تطوّر مفهوم المنزل على يد أبناء هذَين الجيلَين الذين قلبوا المقاييس، فتحوّل من مجرّد ملجأ إلى مكان يعكس شخصية المقيمين فيه وأذواقهم واهتماماتهم. فبات الناس يبحثون الآن عن مساكن مختلفة كل الاختلاف عن المنازل التقليدية، بحيث ينشدون عقارات تترجم نظرتهم الفريدة وتتيح لهم العمل واللعب والاسترخاء وسط أجواء ملؤها الراحة. كما يبحث الكثير من المشترين من أبناء الجيل الجديد عن عقارات قريبة من مكان العمل ومن المرافق الاجتماعية، مثل الوجهات الترفيهية والمطاعم، الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على العقارات في المناطق الحضرية النابضة بالحياة في أرجاء المدينة.

من جهة أخرى، كان تفشي فيروس كوفيد-19 نقطة تحوّل رئيسية في سوق الإسكان، بحيث أكّد على أهمية العيش في بيئة صحية. فقد حثّت إجراءات الإغلاق العام والمخاوف بشأن الصحة أبناء جيل الألفية على شراء وحدات سكنية بدلاً من استئجارها، وساهمت ثقافة العمل من المنزل التي خلّفها الوباء في زيادة سرعة انتشار هذا الاتجاه.

بالإضافة إلى ما سبق، أثّر الجيل الجديد على عملية شراء المنازل بشكلٍ كبير. فقد ضاعفت الجهات الفاعلة في السوق جهودها لدمج الأدوات الرقمية في مختلف مراحل عملية شراء المنزل، سعياً منها إلى منح عملاء جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية تجربة إيجابية تلبّي تطلّعاتهم. وقد أدى الطلب على الابتكارات التكنولوجية إلى تغيير طريقة شراء المنازل والرهون العقارية وحتى وظائف سماسرة العقارات الذين تمثّل دورهم سابقاً بتوفير معلومات مهمة عن العقار. ولكن في ظل دمج التكنولوجيات الرقمية، بات بإمكان المشترين الاطلاع على كافة المعلومات ذات الصلة عبر الإنترنت بكبسة زر واحدة. لذلك، أصبحت كفاءة سمسار العقارات مرتبطة بمهاراته في التفاوض وقدرته على توطيد العلاقات وتبسيط عملية الشراء، إذ يفضّل العملاء من الجيل الجديد الصفقات العقارية البسيطة والسلِسة. وفي ظروف السوق الحالية، تطوّرت الجولات الافتراضية والتقييم الرقمي والمُعاينات الافتراضية وخدمات كاتب العدل عن بُعد وإجراءات إتمام الصفقات الرقمية.

في الختام، أحدث مشترو المنازل من جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية تغييرات ملحوظة دفعت بالإجراءات العقارية نحو مسارٍ جديدٍ قد يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد مستقبلاً. فلا شك في أنّ أبناء الجيل الجديد يحدثون ثورة في عملية شراء المنازل على الصعيد العالمي، في ظل انتظام الدخل، وارتفاع جودة العيش، واعتماد ثقافة قائمة على البحث.