تصدّرت العملات المشفرة والعقارات قائمة أفضل الاستثمارات خلال السنوات القليلة الماضية، وقد يصعب الاختيار بين هاتَين الفرصتَين الواعدتَين، إذ تأتي كلتاهما مع مجموعة من المخاطر والفوائد، على غرار الاستثمارات الأخرى. لذلك، من الضروري إجراء بحث شامل وتحليل الفوائد المكتسبة كنسبة العائد، مع مراعاة التقلّبات والتنبؤات المستقبلية الخاصة بكلٍ منهما. فمع القليل من الجهد والبحث والتواصل، يمكن للمستثمرين تشكيل محفظة استثمارية ناجحة ومتنوعة تزيدهم ثروةً.
لعلّ المستثمرين الجدد أو أولئك الذين يرغبون في تنويع استثماراتهم متردّدون بشأن الخيار الأنسب بين العقارات والعملات المشفرة، مما يؤخر عملية اتخاذ القرار. وقد تبيّن حالياً أنّ استراتيجيات الحدّ من المخاطر تتصدّر قائمة أولويات المستثمرين، في ظل حالة التزعزع الناجمة عن الاكتشافات التكنولوجية الثورية، لاسيّما بعد جائحة فيروس كورونا. فالمخاطر هي جزء لا يتجزأ من عملية الاستثمار، وقد تعزّز فرصك في النجاح إذا قمت بخطوات مدروسة لاتّخاذ قرار الاستثمار.
لا بُد لنا من مراعاة عوامل مختلفة، ومنها النقاط الإيجابية والسلبية، عند مقارنة العملات الرقمية بالعقارات واختيار الأنسب بينهما للاستثمار. من جهة، لا شك في أنّ الاستثمارات العقارية تتّسم بخصائص عدّة ستفتقد إليها العملات المشفرة على مدى السنتَين المقبلتَين. فالعقارات هي أصول ملموسة يميل الناس إلى الاستثمار فيها إذ تتمتّع بدرجة عالية من الأمن وتزداد قيمتها مع الوقت. إذا استثمرت في عقار، فستحوّل أموالك إلى قطعة أرض أو هيكل مادي، كشقة، ومن غير المرجح أن تضيع أو تُسرق أو تُنقل إلى شخص آخر عن طريق الاحتيال.
من جهة أخرى، تلقى العملات المشفرة المدعومة بتكنولوجيا البلوك تشين، رواجاً متزايداً في صفوف المستثمرين من جميع أنحاء العالم ويتم استخدامها لإحداث ثورة في قطاع الشؤون المالية مستقبلاً. ولكنّ الاستثمار في العملات المشفرة محفوف بالمخاطر، ومنها خسارة الأموال نتيجة الأنشطة الاحتيالية وعمليات الغش والخداع والتهديدات الأمنية الناجمة عن أخطاء في النظام وغيرها من المشاكل التشغيلية، ما يثير التساؤلات حول مستقبل العملات المشفرة بصفتها أصولاً واعدة. وبما أنّ سوق العملات المشفرة متقلبٌ للغاية، فهي لا تُعتبر مصدراً موثوقاً لتحقيق عوائد مستقرة كونها أكثر عرضةً للتقلّبات في الأسعار.
علاوةً على ذلك، لا تجيز التكنولوجيا التي تعتمد عليها العملات المشفرة لأي سلطة مركزية بالتحكم في المعاملات، مما يخلق تزعزعاً إضافياً في ظل غياب أي سلطة تنظيمية تشرف على الأصول الرقمية في هذا السوق. وبالتالي، يصبح من السهل استخدام هذه العملات في عمليات الاحتيال الضريبي أو أنشطة غسل الأموال. كما أنّ العملات المشفرة عرضة للكثير من المخاطر الأمنية والهجمات الإلكترونية والأنشطة غير المشروعة الأخرى كونها عملات رقمية بالكامل، مما يشكّل خطراً كبيراً على المستثمرين الأقل خبرةً في هذا المجال. لذلك، يجب مراعاة الإيجابيات والسلبيات التي تنطوي عليها العملات المشفرة قبل الاستثمار فيها.
في الختام، يجب على المستثمر أن يتمتّع بمعرفة واسعة وأن يكون على أهبة الاستعداد لدخول السوق وزيادة أرباحه. وقد حققت غالبية المستثمرين في قطاع العقارات عوائد لا بأس بها على الرغم من تزعزعاته ومخاطره. فيمكننا أن نخلص إلى أنّ العقارات هي الخيار الاستثماري الأفضل حتى الآن. أما إذا كنت ترغب في الجمع بينها وبين العملات المشفّرة، فيمكنك جمع الأموال الرقمية بغرض شراء العقارات الملموسة. بهذه الطريقة، سيتسنّى لك الاستفادة من سوق العملات المشفرة المتقلب والاستمتاع بمزايا الاستثمار العقاري في الوقت عينه. وعندما يصبح رصيد عملاتك الرقمية كافياً، يمكنك التفكير في خيارات بديلة تشمل البيع بالجملة، وشراء المنازل وبيعها بسعر أعلى، والاستثمار في شركة استثمار عقاري. بات يمكنك الآن الاطلاع على الشقق الفاخرة في بعضٍ من أحدث مشاريعنا واكتشاف أجواء تفيض فخامةً ورفاهيةً!
