المنازل الذكية - مكوّن هام من مكونات المدن الذكية

نُشر في 07 فبراير | الأخبار الصحفية

تُقبل الهيئات الإدارية والسلطات حول العالم بشكل متزايد على مفهوم المدن الذكية في مسعى منها للتخفيف من حدّة المشاكل التي تواجهها، وذلك على حد تعبير السيد بي إن سي مينون، الرئيس التنفيذي لمجموعة شوبا.

السيد بي ان  بي إن سي مينون - رئيس مجلس إدارة شوبا

 

في عصرنا هذا الذي يتسم بالابتكار والتقدّم الدائمين، فإن التقنيات الرقمية تلعب دورًا هامًا في تعزيز رفاهية المواطنين ضمن مفهوم "المنازل الذكية"، وهي منازل تتسم بتصميمات عالية الكفاءة من شأنها المساعدة في توفير التكاليف ورفع الفعالية بما لا يشمل فقط المطورين والمصممين، ولكن يعود كذلك بمنافع ملموسة على قاطني هذه المنازل.

قد لا يكون مفهوم المنازل الذكية حتى الآن متأصلًا في إطار بيئة المدن الذكية الأوسع، إلا أنه يشهد إقبالًا أكبر بشكل متزايد ويتحوّل إلى جزء لا يتجزأ من هذه المدن.

تشكل شبكات أجهزة الاستشعار والأنظمة المترابطة أساس أي مدينة ذكية، حيث تعد هذه المستشعرات جزءًا من إنترنت الأشياء (IoT)، وهو نظام من الأجهزة المتصلة رقميًا التي تسجل وتحلل البيانات التي يتم جمعها من الحياة اليومية وتستخدمها لتحسين أداء المرافق والعمليات والحياة العامة للمواطنين.

وبات من الممكن اليوم لمس منافع هذه التكنولوجيا على المستوى الشخصي، فعلى سبيل المثال يمكن خفض الفواتير الشهرية بشكل كبير عبر مراقبة درجة حرارة المنزل والتحكم بها باستخدام منظم حرارة ذكي. كما يمثل الأمان جانبًا آخر يمكن تحسينه بشكل كبير باستخدام تقنية إنترنت الأشياء الذكية، حيث تستطيع أنظمة إنذار الدخان والحريق الذكية الاتصال تلقائيًا بقسم الإطفاء وإخطار الجيران في حال استشعارها أي خطر.

نظام البيت الذكي

لذلك من الواضح تمامًا أن مجال تكنولوجيا المنازل الذكية واسع وواعد، وسيكون له بالتأكيد تأثير مفيد على حياة الناس عمومًا. وفي حين تشتمل منازلنا بالفعل على تقنيات حديثة، غير أننا نادرًا ما نربطها بمنظور أوسع على مستوى المدينة، إذ تعد الإدارة الفعالة للطاقة، والحد من انبعاثات الكربون، والإدارة السليمة للنفايات، وتعزيز السلامة، وتحسين الرفاهية العامة من جملة الأهداف العديدة الكامنة وراء المنازل الذكية، والتي يمكن توسيع نطاقها بحيث يتم تطبيقها على مستوى المدن بأكملها لتحقيق فائدة أوسع.

يمكن للمدن أن توفر بيئة أكثر أمانًا وأنظف للجميع إذا تم اعتماد تقنية إنترنت الأشياء أثناء التصميم والمراحل الأولية لكافة المنازل والمباني، ما من شأنه أن يعود بالنفع على كل من السلطات المحلية وأصحاب المنازل في المستقبل على المدى الطويل.

لهذه الأسباب تقبل السلطات بشكل متزايد على مفهوم المدن الذكية بهدف التخفيف من العديد من المشكلات التي تواجهها اليوم؛ من خفض التكاليف في إدارة النفايات إلى تقليل الازدحام المروري في المناطق المبنية. وتحقّق المدن التي تستخدم هذه التقنيات تحسينات كبيرة في كفاءة الطاقة، واستخدام المياه، والحد من الازدحامات المرورية، وحماية البيئة، والحد من التلوث، ورعاية كبار السن، والسلامة العامة والأمن، ومعدلات معرفة القراءة والكتابة، والمزيد غيرها.

تجسّد دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً يحتذى به عالميًا لدمج المباني الذكية فيما تواصل بناء صروح معمارية مذهلة بكل المعايير، حيث تحتضن الدولة عددًا من أذكى تصاميم المنازل الذكية في العالم، وهو ما يحوز على إعجاب الكثيرين من شتى أنحاء العالم ممن يقدّرون العقارات الخاصّة المذهلة التي تتيح مزيجًا فعالًا من الممارسات المستدامة والتكنولوجيا المبتكرة.



ترتكز هذه التطورات على رؤى ترمي لتحقيق توازن مثالي بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مثل خطة دبي الحضرية 2040، والتي ترمي إلى تشجيع التنمية الحضرية المستدامة في دبي مع التركيز في الوقت عينه على تعزيز سعادة الناس ونوعية الحياة.

من المتوقع أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة عمّا قريب حاضنة المدن الأحدث والأذكى قريبًا، حيث يتم التعامل مع رفاهية الناس وتقليل الآثار البيئية والاجتماعية كأولويات قصوى عند وضع خطط التنمية الحضرية.