دور المرأة في نسف القيود ودعم الشمولية في قطاع العقارات

نُشر في 20 يونيو | المدونات

كان قطاع العقارات خاضعاً لإدارة رواد الأعمال خلال السنوات الأولى التي أبصر فيها النور، ولكنّه تطوّر بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ليشمل رائدات الأعمال اللواتي يتمتّعنَ بإمكانات هائلة ويُدخلنَ إبداعات وابتكارات إلى القطاع. فكثيرةٌ هي السياسات والاستراتيجيات العالمية التي تتطرّق إلى قضية المساواة بين الجنسين وتدعم مشاركة المرأة، لاسيّما في قطاع العقارات الذي ساعد النساء الطموحات على نسف القيود وتحقيق أهدافهنّ من خلال توفير فرص متكافئة. وفي ظلّ تطور قطاع العقارات، تتغيّر المفاهيم التي ينطوي عليها بوتيرة سريعة، بحيث تعمل مؤسساته على تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين ودعم مشاركة المرأة.

تدفع المستثمرات العقاريات اليوم بعجلة النمو والابتكار، ويرسمنَ ملامح مستقبلٍ مزدهرٍ للقطاع من خلال مهاراتهنّ واستراتيجياتهنّ الاستثنائية. فنحن نشهد حالياً عدداً متزايداً من النساء اللواتي يدخلنَ إلى سوق العقارات من الباب العريض بصفتهنّ مستثمرات وخبيرات ومشتريات. ومن خلال تحقيق إنجازات كبيرة وشغل مناصب إدارية عالية، يُعِدن صياغة القوانين والمعايير الحالية في القطاع، ويمهّدنَ الطريق نحو سوق عقاري أكثر تنوّعاً وشمولاً.

كان القطاع في ما مضى خاضعاً لإدارة الرجال من روّاد الأعمال نتيجة ظروف العمل الشاقة والجهود البدنية الهائلة التي يتطلبها، بحيث نادراً ما حصلت النساء على فرص في القطاع. فصحيح أنّهنّ ساهمنَ بشكلٍ كبيرٍ في عمليات شراء المنازل، إلا أنّه غالباً ما تم تجاهل دورهنّ أو تقويضه. ولكنّ المرأة اليوم قد اخترقت القطاع وحطّمت الصور النمطية وشغلت مناصب مختلفة تشمل سمسارة عقارات ووكيلة عقارات ومطوّرة عقارية، فضلاً عن مناصب قيادية.

يُعزى نجاح المرأة في هذا القطاع إلى أسباب عديدة تشمل النزعة الإبداعية الفطرية، والقدرة على القيام بعدّة مهام في الوقت عينه، والقدرة على الجمع بين الابتكار والإبداع، وإيلاء الاهتمام لأدقّ التفاصيل، ما قد يُحدث ثورة في قطاع العقارات. فمهاراتها وقدراتها المتنوعة تطرح وجهات نظر وأفكاراً جديدة، الأمر الذي يعزز شمولية القطاع ويدفع بعجلة نموّه. وفي ظلّ زيادة استقلالية المرأة من الناحية المالية، بدأت تأخذ زمام المبادرة في عالمنا اليوم بصفتها مشترية مستقلّة، وبادرت إلى الاستثمار بشكلٍ كبيرٍ في قطاع العقارات ودعم الطلب على العقارات السكنية والتجارية.

هذا وقد أمسَت المرأة أكثر إلماماً بالاستثمارات العقارية، فهي تبحث باستمرار عن فرص استثمار جديدة وتبتكر محفظة استثمارية شاملة مع التركيز على النمو طويل الأمد والأمن المالي. وفي ظلّ زيادة عدد النساء اللواتي يرسّخنَ مكانتهنّ في مجال الاستثمار، يشهد قطاع العقارات تحولاً إيجابياً نحو المزيد من التنوّع والشمول.

لا تقتصر مشاركة المرأة في قطاع العقارات على الإنجازات الشخصية فحسب، بل تنطوي أيضاً على جهود دعم المجتمعات الأكثر شمولاً، بحيث تتمحور نظرتها الفريدة إلى التخطيط والتطوير الحضريَين حول الاستدامة وسهولة الوصول والسلامة. كما تساهم في بناء مجتمعات أكثر راحةً وإنصافاً ومراعاةً للبيئة من خلال منح الأولوية للمشاريع التي تلبّي متطلّبات السكان المتنوعة.

تشكّل مساهمات المرأة وإنجازاتها في قطاع العقارات مصدر إلهام للأجيال القادمة، إذ تواصل ترك بصمتها في هذا القطاع. كما تشجّع المزيد من النساء على تولّي وظائف مختلفة وشغل مناصب قيادية في سوق العقارات من خلال نسف القيود وتبديد التحيّزات، ما يروّج لثقافة التنوّع ويعزّز ثقة الشابات بأنفسهنّ ليمضينَ قدماً في رحلتهنّ ويستكشفنَ المزيد من السبل المبتكرة في هذا القطاع الذي هيمن عليه الرجال أبّاً عن جدّ.

في الختام، يشهد قطاع العقارات حالياً تحولاً كبيراً، بحيث تنهض المرأة بأدوار قيادية في عمليات صنع القرارات. فمشاركة المرأة النشطة في القطاع قد غيّرت بالوضع الراهن وساهمت في رسم ملامح مستقبلٍ واعدٍ وتعزيز مجتمعات أكثر شمولاً وتحفيز الأجيال الشابة على شغل مناصب صعبة. ويمكننا أن نترقّب سوق عقارات أكثر تنوعاً وشمولاً في ظل النجاح الباهر الذي حقّقته المرأة في هذا القطاع.